هواجس وحكايات وجوه000نهاد عبد القادر
بواسطة
في 04-02-2011 عند 12:40 (1485 المشاهدات)
هواجس وحكايات وجوه000نهاد عبد القادر
صراحة عند ما تقف أمام تجربة هذا الفنان 00 يجب أن تقول بأنه فنان استطاع أن يصل بفترة قصيرة إلى تحقيق تفرد لايستهان به ، بتجاربه الفنية العديدة من الواقعية إلى عوالمه السريالية إلى تلك الوجوه التعبيرية ، حيث تزداد الأفكار متانة وقوة وتزداد قدرته وإمكاناته على محاكاته للأشكال البشرية حيث يصل إلى صياغة متكافئة ومتميزة حيث القدرة على تطوير العمل الفني شكلا ً ومضمونا ً من خلال المعالجات اللونية والخطوط البسيطة على أساس خدمة الفكرة لتكون اللوحة مترابطة بعناصرها ، وهكذا خلق نهاد أشكالاً جديدة لها خصوصيتها وأستطاع نقل صور المعاناة الإنسانية ووضعها الواقعي إلى شكل فني ، فتوصل إلى مفهوم جديد لتكوين اللوحة التشكيلية وظهرت الجرأة لديه بالقدرة على السيطرة على مناخ اللوحة فتكاملت الرؤية لديه من خلال المواضيع المتعددة والأساليب المتجددة والتي قدمها بشكلها الأمثل فعبر بذلك تماما ً عن رؤيته للحياة بكل جوانبها وكأنه يريد القول مهما تعددت الأساليب ستظل من صلبي وكياني ومرتبط بأرض لازالت مقدسة ويجب أن نجددها بمواضيعنا وأ فكارنا والتي هي جزء لايتجزأ من هذه الأرض العذراء
نهاد بتجربته الجديدة وعبر تلك الوجوه يغوص من خلالها في متاهات المدن والحالات الإنسانية ودواخلها من حال إلى حال أنه يتبع حاله كإنسان لتطوير الأشياء الأكثر أستحالة والأكثر ادهاشا ً وتأثيرا ً كفنه النبيل هذا الفنان المتمكن من قدراته والقادر عل خلق التساؤل عن سر الحياة والسعادة والموت وعن الخط الفاصل بين الموجود والعدم أنه يبحث 0
عن سر الخلودو الفناء في آن واحد000 التعبير عن عوالمه الداخلية عبر وجوهه الحزينة هداما نراه في أعماله الأخيرة ساعيا ً إلى تحقيق هدفه وتقديم جوٍ من عدم الاستقرار والذي يشعر المشاهد ويتفاعل معه شكلا ً ولوناً وفكرة لأنها قريبة منه 0000يبدوأن نهاد اكتفى من تلك الوجوه الجميلة وبات يخرج ماوراء تلك الأقنعة من تعب ومعاناة في الزمن المتسارع إلى مستقبل قد نجهله فبد أت أعماله تحمل بين طياتها مايشعربه من آسى وحزن وألوان زرقاء رمادية وتعبيرات مأساوية لأناس هم أبطال لوحاته الفنية
وتمكن بذلك عبر الخط واللون من الاقتراب من واقعه المعاش أوالابتعاد عنه حيث انفعالاته تجاه الأشياء أوماتختزنه ذاكراته البصرية
فرسم مواضيع بشرية واجتماعية قدمها بلغة فنية تمتلك كل مقومات التجدد في هذا الزمن المتحول وتبدلاته اللامتناهية 0000حيث يرسم الوجه كشاهد على العمر وما ينتج عن هذا الكائن من انفعالات ومشكلات على كل الجوانب الحياتية وأصبح العمل الفني جسرا ً تواصليا ً بين كائناته البشرية بوجوهها المثقلة بحمل الحياة والزمن اللاواعي والمتنوع والمتقلب دون الالتفات إلى أناس باتوا رمادا ً أويبحثون عن نافذة أمل فأدرك نهاد ذلك وبدأ يلتقط الصور ويهتم بانفعالات هذاالانسان في لحظة خوف من شيئ مجهول ليقدم موضوعا ً إنسانيا ً خالدا ً وقابلا ً لكل مكان وزمان عبر ضربات ريشة انفعالية سريعة تشكل معالم الوجه المتناهي مع اللون والذي يكون بقية العمل الفني ليختزل بذلك إحساسه المتنامي بقضاياه الإنسانية عبر لغة تشكيلية عميقة تاركا ً لوجوهه حرية التنفس والنظر في جميع الاتجاهات لتجد هي بنفسها طريقا ً للتعبير والتواصل ليهرب من ذاته التي أتعبته كثيرا ً ويلجأ إلى الحس الفني المرهف والوعي الجمالي عند إنسان فنان لان الإبداع وحده قادر على بناء آفاق جديدة حيث إمكانية التعبير عن الواقع من خلال ذاته الصادقة وهذاهونهاد يجيد بفنه تأسيس رؤية تشكيلية تشمل كل ماهوجديدلزمن قادم
الإحساس بزمنه واضح عبر شخوصه التي أنهكها الوقت والحياة وجوه ملتوية وعيون يملئها الخوف وشاردة تنظر خارج الجدران حتى وأن كان الجدار لوحة وكأنها وجدت الراحة في أعماله بعد ما كانت بعيدة عن الأنظار يعيشون على هامش الحياة
هاجس القلق لايغيب عن تلك الوجوه فهو لايدعي القلق بقدرمايراه ويعيشه في نفس الوقت 0000القلق عنده لحظة إبداع حينما يحاورها بصريا ً بانفعالاته بحيادية وبحرية كاملة في أختيار المواضيع واستخدامه للألوان ليترجم بذلك مافي النفس البشرية الخارجة من اللاشعور إلى عالم الشعور وإلى ضوء العقل وحنكةالمتلقي 0000وهكذايقدم لنا نهاد عبر تلك الوجوه نتاج فني لعالم جديدو متغير يبدعه هو بالذات وله لغته المتفردة والتي تصل دمج ماهو ذاتي بماهو موضوعي وماهو منسي في شوارع المدينة المنسية لمافيه إلى ساحة الواقع وأماكن الاهتمام ولومن خلال صالات العرض وخلق أسئلة لدى المشاهد لما هو بادي على تلك الوجوه من علامات التعب 0000فتوصل بذلك إلى قيم إنسانية جديدة له حضوره المتميز والتي لم يصل إليها الفنان إلابعد بحث طويل في الوجوه الموجودة حولنا وتحويرها وخلق موضوع جديد بتجاوز التسجيل الواقعي للوجوه حيث اقتحام الجوانب الإنسانية والتعبير عنها بصيغة جديدة 0لأن الفنان لايصور بل يرسم ماهو مخزون في اللاوعي
تجربة نهاد لم تأني من سكون ولم تقع في حاله التكرار الممل بل هي بقايا روح تبحث عن دفء لأرواح كانت في زاوية رطبة باردة فأدركها نهاد ليقدم منجزا ً فنيا ً بأمتياز0
خليل حمسورك
E_mail:hemsorkartest@hotmail.com